للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيعة قالوا بحجتيه لوجود الإمام مع الصحابة) (١) . انظر إلى هذا التحايل رغم أن مؤدى قوله أن الشيعة ترى أن الحجة في قول المعصوم لا في الإجماع. لكنه استعمل هذا الأسلوب الملتوي للخداع والتغرير، وقد انخدع بذلك البعض (٢) .

ومن أسس ردهم لإجماع المسلمين ذلك المبدأ الخطير عندهم، وهو أن خلاف العامة - أي أهل السنة - فيه الرشاد. وقد سارت كتبهم المعاصرة في الأصول على الأخذ بهذا المبدأ واعتباره أحد وسائل الترجيح عند تعارض الأحاديث في كتبهم، أي على نفس أسلوب كتبهم القديمة. يقول آيتهم العظمى محمد باقر الصدر في كتاب «تعارض الأدلة الشرعية» : (وقد بلغ الأمر بالأئمة في التقية ـ لا من الحكام فحسب، بل من الأمة بصورة آكد ـ أن جعلوا مخالفة العامة مقياساً لترجيح إحدى الروايتين المتعارضتين على الأخرى) (٣) .

يذكر "الصدر" هذا المبدأ وهو يتحدث عن وسائل الترجيح


(١) «الشيعة في الميزان» : ص ٣٢١.
(٢) مثل الشيخ محمد الغزالي الذي نقل كلام مغنية هذا وغيره واحتج به في أنه لا فرق من أصول الأحكام بين السنة والشيعة انظر كتابه «ليس من الإسلام» : (ص ٧٩ - ٨٠) .
(٣) «تعارض الأدلة الشرعية» : تقرير لأبحاث محمد باقر الصدر، نشرها محمود الهاشمي: ص ٣. وانظر أيضاً: مجلة «رسالة الإسلام» كلية أصول الدين ببغداد العدد ٣، ٤، السنة الخامسة شوال ١٣٩١هـ، «بحث وظيفة المجتهد عند تعارض الأدلة» : داود العطار، مدرس التفسير وعلوم القرآن في الكلية: ص ١٣٣ (والكلية شيعية ومجلتها تعتمد في أبحاثها على كتب الشيعة) .

<<  <  ج: ص:  >  >>