للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من السهو والخطأ والنسيان) (١) ، ولا يذكر في هذا أدنى خلاف بينهم، كما أن من دعاة التقريب أنفسهم من يؤكد هذا المبدأ ولا يتقي في ذلك (٢) .

وإذا كانت دعوى عصمة الأئمة تعني مضاهاتهم للرسول (٣) ، فإن نفي السهو عنهم هو تأليه لهم كما أشار إلى ذلك إمام الشيعة الثامن علي الرضا، ولذا قرر ابن بابويه القمي وغيره أن هذا الاعتقاد هو الفيصل بين الغلاة وغيرهم (٤) .

وإذا كان شيخهم المعاصر الممقاني يرى أن نفي السهو عن الأئمة من ضرورات المذهب الشيعي، ومنكر الضروري كافر عندهم كما يؤكده شيخهم المعاصر محسن الأمين (٥) ، فمعنى هذا أن متأخريهم يكفرون متقدميهم ومتقدميهم يكفرون متأخريهم. وإذا كان الممقاني يرى أن نفي السهو عن الأئمة من ضرورات المذهب الشيعي، وبعضهم ينقل الإجماع على ذلك (٦) ، فإننا نجد في بعض الكتابات الموجهة لديار السنّة (٧) القول بأن الاعتقاد بأن الأئمة يسهون هو مذهب جميع الشيعة (٨) ، وهكذا يكفر بعضهم بعضاً، ويناقض بعضهم بعضاً، وكل يزعم أن ما يقوله هو مذهب الشيعة.


(١) «عقائد الإمامية» : ص ٩٥.
(٢) الخنيزي: «الدعوة الإسلامية» : (١/٩٢) .
(٣) ابن تيمية: «جامع الرسائل» : ص ٢٧٣.
(٤) انظر: ص ٣٢٧- ٣٢٨ من هذا البحث.
(٥) «كشف الارتياب» : المقدمة الثانية، و «مهذب الأحكام» : (١/٣٨٨- ٣٩٣) .
(٦) محمد آصف المحسني: «صراط الحق» : (٣/١٢١) .
(٧) يعني أنها قد تحتمل التقية.
(٨) محمد جواد مغنية: «الشيعة في الميزان» : (ص ٢٧٢- ٢٧٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>