للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قلت له: فإن قلتم: (ليس في مذهب جعفر الصادق تقية) ، فهو ليس المذهب الذي أنتم عليه لأنكم كلكم تقولون بالتقية (١) .

فانقطع الملابشي: ثم ذكرت له دلائل غير هذا تدل على أن الذي في أيديهم ليس بمذهب جعفر الصادق.

المؤتمر في يومه الأول:

اجتمع العلماء من السنة ومن الشيعة وقد ذكر السويدي معظم أسمائهم، وحضر للاستماع لما يقع حشد كبير من العرب والعجم والتركستان - كما أسلفنا - وكانت "أحداث" الاجتماع تنقل لنادر شاه بواسطة مخبرين كل لا يعلم عن صاحبه، فلا ينقل إليه إلا الواقع.

وفي هذا الاجتماع قرر علماء الشيعة ومجتهدوهم جميعاً وعلى رأسهم كبير مجتهديهم الملاباشي أنهم ينزلون على مذهب أَهل السنّة في الصحابة فقالوا على لسان "الملاباشي" - كما يذكر السويدي - الصحابة، كلهم عدول رضي الله عنهم ورضوا عنه، وأَفضل الخلق بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - أَبو بكر بن أَبي قحافة، فعمر بن الخطاب، فعثمان بن عفان، فعلي بن أَبي طالب - رضي الله عنهم - وأَن خلافتهم على هذا الترتيب الذي ذكرناه في تفضيلهم.


(١) انظر: باب التقية في «أصول الكافي» : (٢/٢١٧) وراجع مبحث التقية فيما سبق، وقد ورد في دواوينهم المعتبرة أَحاديث في مدح الصحابة، وفي مدح علي - رضي الله عنه - لعمر، كما وردت نصوص في تحريم المتعة وفي غسل الرجلين وأَن عليّاً غسل رجليه إِلخ. وهذه كلها تختلف مع أُصولها ولهذا حملوها على التقية بلا دليل، ومن يراجع على سبيل المثال كتاب «التهذيب» أو «الاستبصار» ـ كلاهما للطوسي ـ يرى أحاديثاً كثيرة خالفت أُصولهم ولم يجد الطوسي لها تأويلاً غير حملها على التقية.

<<  <  ج: ص:  >  >>