للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أصحابك؟ قال: أهل بيتي) (١) .

ولا شك أن تفسير الصحابة بأهل البيت فقط بعيد جداً، وقد لاحظ صدوقهم هذا البعد فعقب على النص السالف بقوله: (إن أهل البيت لا يختلفون، ولكن يفتون الشيعة بمر الحق وربما أفتوهم بالتقية، فما يختلف من قولهم فهو للتقية، والتقية رحمة للشيعة) (٢) .

فهو هنا يحمل "النص الذي يثني على الصحابة" على التقية، والعقل والمنطق يعترض على هذا "التأويل"، فلم يكون الثناء على الصحابة الذين أثنى عليهم الله ورسوله وشهد التاريخ بفضلهم وجهادهم - تقية، ويكون السب لهم هو الحقيقة وهو مذهب الأئمة إنه لا دليل لهم على هذا المذهب سوى أنه يتمشى مع منطق أعداء الأمة.

ثم إن النص السابق يرويه "جعفر الصادق" عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهل رسول الله يكذب على الأمة - تقية -؟! أو أن جعفر يكذب على رسول الله من أجل التقية؟، وكلا الأمرين طعن في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهل بيته ومخالفة صريحة للنصوص.

وفي «نهج البلاغة» يقول علي - رضي الله عنه - عن أبي بكر أو عمر رضي الله عنهما على اختلاف بين شيوخ الشيعة في ذلك (٣) :


(١) ابن بابويه: «معاني الأخبار» : (ص ١٥٦- ١٥٧) ، المجلسي: «البحار» : (٢٢/٣٠٧) .
(٢) ابن بابويه: «معاني الأخبار» : (ص ١٥٦- ١٥٧) ، المجلسي: «البحار» : (٢٢/٣٠٧) .
(٣) انظر: ميثم البحراني: «شرح نهج البلاغة» : (٤/٩٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>