للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن أحدكم أنفق مثل أُحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه» .

وعن أبي هريرة (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان على حراء، هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحركت الصخرة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «اهدأ، فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد» (١) وقال (: «لا يدخل النار - إن شاء الله - من أصحاب الشجرة أحد الذين بايعوا تحتها..» (٢) .

والأحاديث في هذا الباب كثيرة في عموم الصحابة وفي كثير من آحادهم ولا مجال للاسترسال في هذا، وشاهدنا هنا أن كتب السنّة مليئة بالثناء على الصحب وبيان فضلهم عن سيد الخلق (. وأئمة السنّة ترسموا سنّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا وانعقد إجماعهم على محبتهم والترضي عنهم واعتقاد عدالتهم (٣) .

ونقول - مع الخطيب البغدادي (٤) رحمه الله - على أنه لو لم يرد من الله عز وجل فيهم شيء مما ذكرناه، لأوجبت الحال التي كانوا


(١) رواه مسلم في فضائل الصحابة باب من فضائل طلحة والزبير: (٧/١٢٨) .
(٢) رواه مسلم في فضائل الصحابة باب من فضائل أصحاب الشجرة أهل بيعة الرضوان (: (٧/١٦٩) .
(٣) وقد نقل أئمة السنة الإجماع - ممن يعتد به - على عدالة الصحابة كابن عبد البر «الاستيعاب» : (١/١٩) وابن الصلاح. انظر مقدمة ابن الصلاح: ص ١٤٧، والنووي انظر: «تدريب الراوي شرح تقريب النواوي» : ص ٢١٤.
وليس المراد بعدالتهم ثبوت العصمة لهم واستحالة المعصية منهم، وإنما المراد قبول رواياتهم من غير تكلف في بحث أسباب العدالة وطلب التزكية.. «فتح المغيث» : (٣/١٠٦) .
(٤) أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد.. المعروف بالخطيب البغدادي (أبو بكر) توفي =

<<  <  ج: ص:  >  >>