للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

للسنة، وأبعد عن الشرك، والبدعة، فإن التوحيد، والسنة، هو الإسلام، وهو حقيقة: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله، فالشهادة الأولى تحقيق التوحيد، والشهادة الثانية تحقيق الرسالة، التي توجب اتباع شريعته، وأن نعبد الله بما أمر به، وشرعه، دون ما نهى عنه، أو لم يشرعه، قال أبو العالية في قوله: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ • عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الحجر: ٩٢-٩٣] قال: هما خلتان يُسأل عنهما كل أحد (١) : ماذا (٢) كنتم تعبدون؟ وبماذا أجبتم الرسل؟

ولهذا كان الصحابة، والتابعون لهم بإحسان، قائمين بهاتين الشهادتين، لم نجد أحدًا منهم يأمر بدعاء أهل القبور، ولا بالسفر إليهم، بل هم كما قال الله: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: ١٦٢] .

والصلاة هي دعاء الله، دعاء عبادة، ودعاء مسألة، فإذا قُصد صاحب القبر، لأن يدعى، دعاء عبادة أو دعاء مسألة؛ فقد صارت الصلاة له، وإذا قصد السفر إليه؛ فقد جعل النسك له.

ولهم حديث مشهور بينهم سألني عنه /٦١ب/ غير واحدٍ من أعيان الشيوخ وكبراء الناس، فكانوا يعتمدون عليه، وهو قوله: إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور. وقد بينتُ لمن سألني عنه مرة بعد مرة، أن هذا كذب منكر، ليس هو في شيء من كتب المسلمين المعتمدة في


(١) في المطبوع: (واحد) . وقد كتبها ناسخ الأصل أولاً: (واحد) ، ثم مسح الواو.
(٢) في الأصل: (لماذا) ، والتصويب من المحقق.

<<  <   >  >>