النعمان الملقب بالمفيد، وغيره، مناسك حج المشاهد، ومنهم من يفضل الحج إلى بيوت المخلوقين على الحج إلى بيت الخالق، ويقولون: هذا الحج الأكبر، وحج البيت هو الحج الأصغر، ومن الناس من يقول: وحق النبي الذي تحج المطايا إليه، فيجعلون الحج إلى المخلوق.
ولمّا كان السفر إلى المساجد الثلاثة مشروعًا، والمسجدان الأفضلان في الحرمين: الحرم المكي، والحرم المدني؛ صار الناس يقولون لمن حج إلى بيت الله: فلان حج الحرمين، فإن السفر المشروع إلى المدينة من جنس الحج /٢٤ب/ المشروع، لكنه مستحب، والمنهي عنه من جنس الحج المنهي عنه، وهذا موجود في المنتسبين إلى السُّنّة والشّيعة، ومنهم من يقال له: أتبيع زيارتك لشيخك بحجة، أو ثنتين أو ثلاثة، أو عشر حجج؟ فيقول: لا، ويعتقد أن زيارة شيخه مرة أفضل من عشر حجج.
ومنهم من يحج فيأتي إلى المدينة، ثم يرجع ولا يذهب إلى مكة، ويقول: حصل مقصودي من الحج، ومنهم من إذا سافر إلى مكان يضاف إلى نبي، كالمكان المضاف إلى يوسف بمصر، يُحْرِم إذا ذهب إليه كما يحرم الحاج، ومنهم من يستقبل قبر شيخه إذا صلى، ويستدبر الكعبة، ويقول: هذه قبلة الخاصة، والكعبة قبلة العامة، وهذا موجود في كثير من أعيان العباد والزُّهاد وممن له قصد وعلم.
وأما غير هؤلاء فمنهم من يصلي إلى القبر، ومنهم من يسجد له،