للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يستفاد من خبر الله ورسوله عن الغيب علم، وهؤلاء باطنية الشيعة الإمامية، وأولئك أيضًا لهم غلو في أهل المقابر، والصلاة لهم، والحج إليهم، ويتظاهرون بأن الحج إلى مشهد علي، أو غيره، هو الحج الأكبر، وينادون علانية إذا سافروا إلى هذه الزيارة: إلى الحج الأكبر.

وهؤلاء وأمثالهم كما وصف الله المشركين، وأشباههم، يجعلون قبر النبي صلى الله عليه وسلم: ترسًا، ويطلقون القول به مجملاً، ولا يختارون التفصيل بين الزيارة الشرعية، والبدعية؛ فإنه بالتفصيل يظهر ضلالهم، وشركهم، وكذبهم، فيظهرون ألفاظًا مجملةً، وينكرون التفصيل الفارق بين الزيارة الشرعية، والبدعية، ولكن يكذبون فيما يضيفونه إلى الناهي عن الزيارة البدعية، فيضيفون إليه أنه منهي مطلقًا عن هذا الجنس، حتى يروج بذلك تلبيسهم، وهذا من مشابهة أهل الكتاب، قال تعالى: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} إلى قوله: {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: ٤٠-٤٢] وقال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ • يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ (١) الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [آل عمران: ٧٠-٧١] .

/٦٤أ/ ومن استقرأ أحوال الناس رأى أن عامة من ينتصر للبدع مظهرًا أنه ينصر الرسول، هو بالعكس، ليس له في نصر (٢) الله، ورسوله، والجهاد في سبيله، سعي مشكور، ولا مقام مذكور، بل هم معرضون عن الجهاد المأمور به، وعن نصر (٣) كتاب الله، ودينه، ورسوله، وكثير منهم هو محاد لله ورسوله، يكذب بما أخبر به الرسول، وينفي ما أثبته، ويثبت ما نفاه، ويأمر بما نهى عنه، وينهى عما أمر به.


(١) في الأصل: (ويكتموا) .
(٢) غيرت في المطبوع إلى: (نصرة) .
(٣) غيرت في المطبوع إلى: (نصرة) .

<<  <   >  >>