للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صلى الله عليه وسلم، وتنقص له، ويسعون في عقوبة من نهى عن ذلك، بما يمكنهم من قتل، وغيره، وليس معهم علم مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ومن بعدهم من أئمة المسلمين، لا الأربعة ولا غيرهم، ولا إيمان بحقيقة ما جاء به الرسول، بل يعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانًا، وما ليس لهم به علم، وما للظالمين من نصير.

وهم بين جاهل، أو متبع لهواه، أو جامع بين الأمرين، وكثير منهم ليس قصده تعظيم الرسول، بل تعظيم ما يدعو إليه من الشرك بشيوخه، وغير شيوخه، ولكن جعل الرسول عمدة له يحتج به في الظاهر، وهو في الباطن لا يوجب تصديق الرسول في كل ما أحبه، وطاعته في كل ما أوجب وأمر به، بل قد يوالي أعداءه، ويُحَسِّنُ حالهم، مع ظهور مخالفتهم للرسول، وقد يُجَوِّزُ أن /٦٢ب/ يكون للأولياء وغيرهم إلى الله طريق غير اتباع الرسول.

وفيهم من يجعل متابعة الرسول للعامة، وأما الذين هم عنده خاصة فأولئك يأخذون عن الله بلا واسطة الرسول، فلا يحتاجون إليه، وفيهم من يصرّح بأن شيوخه، وطريقهم، أفضل من متابعة الرسول، ومنهم من (١) يقول: إن أهل الصُّفَّة كانوا أفضل من الرسول، وإن الرسول كان يزورهم لبركتهم، وإنهم لم يأذنوا له، وقالوا له: اذهب إلى من أرسلت إليه، حتى اشتكى إلى ربه، فقال: اذهب إليهم بأدبٍ (٢) ، فلما أتى قبلوه!

وكثير منهم يرى قتال الرسول، ويرون أن أهل الصفة قاتلوه لما انهزم أصحابه يوم أحد، أو يوم حنين، وأنهم تحيّزوا إلى الكفّار، فقال لهم: تدعوني، وتذهبون؟! فقالوا: نحن مع الله، من كان الله معه كنّا معه!


(١) في المطبوع زيادة: (كان) ، وكان ناسخ الأصل قد كتبها أولاً ثم ضرب عليها.
(٢) غيرت في المطبوع إلى: (بإذن) .

<<  <   >  >>