للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحديث، ولا ذكره أحدٌ من علماء الإسلام، ولا إمام من أئمة المسلمين، وإنما هذا الحديث من الأكاذيب التي وضعت ليقام (١) بها دين أهل الشرك، كما يقولون: لو أحسن أحدكم ظنه بحجر لنفعه الله به. وإنما يحسن الظن بالأحجار المشركون الذين قال الله فيهم: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} [الأنبياء: ٩٨] وقال تعالى: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: ٦] .

فهؤلاء يجعلون ما يجعلونه من صلاتهم، ونسكهم، لغير الله رب العالمين، وإن كانوا أيضًا قد يصلون، وينسكون لله، فهم يشركون، كما يوجد كثير من الداخلين في الإسلام من يصلي الصلوات الخمس وعنده صنم يعبده، وطائفة من المنتسبين إلى العلم، والعبادة، يصلون الخمس مع المسلمين، ثم يصعد أحدهم فيدعو بعض الكواكب، إما عطارد، وإما الزهرة، وإما غيرهما.

وهؤلاء الضُّلاَّل هم الذين إذا ذُكر النهي عن دعاء أهل القبور، والحج إليهم؛ تراهم (٢) ينكرون، وقد يجعلون هذا قدحًا، وسبًّا (٣) ، /٦٢أ/ وتنقصًا بالصالحين، وبالأنبياء، لكن ليس معهم حجة شرعية بالأمر بالسفر إلى هؤلاء، فيسكتون على غيظ، فإذا ذُكر هذا النهي عامًّا في حق النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء، وبُيِّن أن السنة أن يسافر إلى مسجده للصلاة فيه، ويسلم عليه، وغيره ليس عنده مسجد يسافر إليه، فلهذا كان السفر إلى مدينته مأمورًا به؛ أخذوا يصدّون، ويشنّعون، ويقولون: هذا سبّ للنبي


(١) في الأصل: (يقام) ، والتصويب من المحقق.
(٢) في الأصل: (يراهم) ، والتصويب من المحقق.
(٣) غيرت في المطبوع إلى: (عيبًا) .

<<  <   >  >>