(وما أوهم ذلك جعل توكيداً) - كالمثالين السابقين. قال المصنف: ومثلت بهما جرياً على عادة المصنفين، والصحيح عندي أن نحو: رأيت زيداً إياه، لم يسمع في كلام العرب، نثره ونظمه، ولو استعمل كان توكيداً، وأما رأيتك إياك، فسبق الكلام فيه؛ وجعل الزمخشري من أمثلة البدل: مررت بك بك، وهذا توكيد لفظي، وإلا لم يكن للتوكيد اللفظي مثال يختص به.
(إن لم يفد إضراباً) - نحو: إياك إياي قصد زيد، وما مثل به من بدل المضمر من المضمر أو الظاهر، هو بدل الشيء من الشيء، وأما بدل الاشتمال وبدل البعض فنحو: حسن الجارية أعجبتني هو، وثلث التفاحة أكلتها إياه، وحسن الجارية أعجبتني الجارية هو، وثلث التفاحة أكلت التفاحة إياه؛ وفيهما ما تقدم، وفي الصور خلاف من جهة الربط بتقدير البدلية، فمن جعل البدل معمولاً لعامل المبدل منه أجاز، ومن جعله على التكرير، منهم من منع، لخلو الخبر عن الربط، ومنهم من أجاز نظراً إلى المعنى، كما في: زيد نعم الرجل، وأفهم كلام المصنف جواز إبدال ظاهر من مضمر، وستأتي المسألة.
(فإن اتحدا معنى سمي بدل كل من كل) - هكذا عبر الجمهور، ولا يطرد، لوقوعه حيث لا يصدق ذلك، نحو:(إلى صراط العزيز الحميد الله)، والجيد أن يقال: بدل موافق من موافق؛ وبعض المغاربة يقول: بدل الشيء من الشيء، والمقصود إبدال لفظ من لفظ، مع كونهما لمعنى واحد، إما حقيقة نحو: رأيت أخاك زيداً، أو مجازاً نحو:
٤١٤ - أحب ريا ما حييت أبداً ... ولا أحب غير ريا أحدا