لكثرة دورانها، وتشعُّب أحكامها، وعدم تعلقها بتمام معناها، واستعمالها بباب من الأبواب السابقة، أفردت بالذكر، وكان التعبير: بتتميم الكلمات، لأنه سبق في الأبواب ذكر شئ من أحكامها، نحو كون الاستفهام له صدر الكلام، إلى غير ذلك، مما سبق من شئ من حكم الكلمات المقصودة بهذا الباب.
(يستفهم بكيف عن الحال، قبل ما يستغنى به) - نحو: كيف جاء زيدٌ؟ فجاء زيدٌ، تمَّم كلاماً دون كيف، فهو مستغنى به عنها، فى كونه كلاماً، ومعناها فيه، السؤال عن هيئة المجئ.
(وعن الخبر قبل ما لا يستغنى به) - نحو: كيف زيد؟ فزيد وحدَه لا يستغنى به كلاماً؛ ودخل في الخبر: كيف كان زيدٌ؟ إذا جعلتها ناقصة؛ وكيف ظننتَ زيداً؟ وكيف أعلمتَ زيداً فرسَك؟
(ومعناها: على أى حال؟ فلذا تسمى ظرفاً) - فإذا قلت: كيف جاء زيدٌ؟ أو كيف زيدٌ؟ رجع المعنى إلى تقدير: