على أي حال جاء زيدٌ؟ وعلى أى حال زيد؟ وبمقتضى هذا سميت ظرفاً، لأنها في تأويل جار ومجرور؛ كما أنك إذا قلت: جلست خلفك، أو زيدٌ خلفك، كان الظرف في تأويل: جلست في مكان وراءك؛ وهذا تفسير معنى تقريباً؛ وحقيقة وضعها: السؤال عن وصف لموصوف؛ ولهذا يبدل منها ما يدل على الصفة والموصوف، نحو: كيف جاء زيدٌ؟ أراكباً أم ماشياً؟ وكيف زيدٌ؟ أصحيح أم سقيم؟ ويجاب بمثل ذلك، نحو: راكب أو صحيح؛ ولو كان ما ذكر حقيقة معناها، لجئ في البدل والجواب بالمصدر؛ وهذا ظاهر كلام سيبويه؛ وبعضهم يقول: مذهب سيبويه أن كيف ظرف، ولذا قدَّرها بعلَى أي حالٍ؟ فشبهت كيف باسم المكان، لأنها سؤال عن حال، وهم يقولون: زيدٌ في حالٍ حسنة، وعلى حال حسنة؛ فإذا قلت: كيف جلس زيدٌ؟ فكيف عنده منصوبة بجلس نصبَ الظروف؛ وإذا قلت: كيف زيدٌ؟ فكيف ظرف واقع موقع خبر زيد.
وقضية هذا، أنك إذا أجبت على لفظ كيف، تقول في جواب: كيف زيد؟ : على صحة أو على خير، ونحو ذلك؛ وقد أجازه ابن الضائع وغيره، واستشهد ابن الضائع بقول رؤبة، وهو معدود في الفصحاء، وقد قيل له: كيف أنت؟ أو كيف أصبحت؟ : خيرٍ، عافاك الله؛ بخفض خير، على تقدير حرف الجرّ؛ قال: