إنما قال: الأحرف ولم يقل: الحروف، لأن الموضع موضع قلة. وقول سيبويه وغيره: الحروف من باب وضع جمع الكثرة موضع جمع القلة، وهو ثابت كقوله تعالى:"ثلاثة قروء"، أو باعتبار ما يعرض لهذه الأحرف من التغيير.
(وهي إن للتوكيد) - ولذلك أجيب بها القسم نحو: والله إنك فطنٌ، والمفتوحة كالمكسورة في إفادة التأكيد، نقله ابن العلج عن النحويين.
(ولكن للاستدراك) - ولذا لا تكون إلا بعد كلام، نحو: فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم".
(وكأن للتشبيه) - قال المصنف: هي للتشبيه المؤكد، فأصلُ: كأن زيداً أسدٌ: إن زيداً كأسد، فقُدمت الكاف وفتحت الهمزة، وصار الحرفان حرفاً واحداً مدلولاً به على التشبيه والتوكيد.
(وللتحقيق أيضاً على رأي) - هو رأي الكوفيين والزجاجي. زعموا أنها قد تكون للتحقيق دون تشبيه، وجعلوا منه قول عمر بن أبي ربيعة:
(٣٤٤) كأنني حين أمسي لا تكلمني ... ذو بغية يشتهي ما ليس موجوداً