والكوفيون يسمونها: حروف الإضافة لإضافتها الفعل إلى الاسم، وحروف الصفات، لأنها تحدث صفة في الاسم. والمستثنى بها هي: خلا وعدا وحاشا، وقد مضى الكلام على شيء يتعلق بها هناك، وملخص ما يقال، أن سيبويه لم يعرف إلا الجر بحاشا، فهي عنده حرف جر لا غير، وقال الفراء: لا يكون إلا فعلاً، والجر بعدها بلام مقدرة، والأصل: قام القوم حاشا لزيد، وقال الأخفش والمبرد والزجاج وغيرهم: تكون حرفاً، وقد تكون فعلاً، وهو الصحيح، لثبوت النصب بها من كلام العرب، ولم يحفظ سيبويه إلا فعلية عدا وخلا، ونقل الأخفش الجر بهما، وقد سبق للمصنف في الظروف كون مذ ومنذ حرفي جر، إذا خفض ما بعدهما، وسيأتي في الباب الحوالة على ذلك.
(فمنها مِنْ، وقد يقال: مِنَا) - وهذا هو الأصل عند الكسائي والفراء، قالا: وحذفت الألف لكثرة الاستعمال، وأنشد الكسائي لبعض بني قضاعة:
١٩٠ - بذلان مارن الخطي فيهم ... وكل مُهندٍ ذكرٍ حُسامِ
مِنَا أن ذر قرنُ الشمس حتى ... أغابَ شريدهم قترُ الظلام