للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحرف الجرّ لا يحذف ويبقى عمله، إلَّا حيث يكثر استعماله، كحذفه من اسم الله في القسم، وحذف مِنْ في باب كم؛ فلولا كثرة مجئ على خير ونحوه في جواب كيف، لم يحذف الحرف، لاسيما في كلام رؤبة، وسيأتي زيادة على هذا.

وقال الأخفش والسيرافي: كيف في تقدير اسم، وليست ظرفاً، والتقدير في قولك: كيف زيد؟ أصحيح زيدٌ أم غير صحيح؟ وفي: كيف جاء زيدٌ؟ أراكبا جاء أم غيرُ راكب؟ فكيف في الأول في موضع رفع خبر زيد، وفي الثاني اسمٌ في موضع نصب على الحال؛ ورفع البدل أو نصبه، وكذا الجواب، يشهد بذلك؛ وقد رجح قول سيبويه بما سبق عن رؤبة في الجواب، فإنه يدل على تضمين السؤال معنى ما ذكره سيبويه؛ ويقال على هذا إن أجيب على اللفظ، قيل: على كذا أو بكذا؛ وإن نظر إلى المقصود، نصب الجواب أو رفع، على حسب الحالين، وكذا البدل.

والحاصل أنها ظرف على وجه التشبيه، بدليل الجواب بالجارِّ والمجرور، وأصلها عدم الظرفية، وهي للسؤال عن صفة لموصوف؛ فإن نظرنا إلى ما عرض من الظرفية، أتينا بالجواب على حسب ذلك،

<<  <  ج: ص:  >  >>