فالضامر العنس كالحسن الوجه، فإن قدرت اسم الإشارة مكتفى به رفعت أو نصبت، وإن جعلته كأي فالرفع؛ خلافاً للمازني في تجويز النصب أيضاً.
(ويمنع رفع النعت في نحو: يا زيد صاحبنا، خلافاً لابن الأنباري) - والمراد ما كان إضافته محضة؛ وقد سبق عن سيبويه أن العرب كلهم تنصب: أخا ورقاء؛ وسبق ابن الأنباري إلى ما أجازه من الكوفيين أبو عبد الله الطوال والكسائي والفراء؛ وأجرى الفراء التوكيد بالمضاف مجرى النعت المذكور، فأجاز: يا زيد نفسُه ونفسَه؛ ومذهب سيبويه والجمهور وجوب النصب؛ وقد سبق توجيهه عن الخليل.
(وتابع نعت المنادى محمول على اللفظ) - فتقول: يا زيد الطويل الجسيم، برفع الجسيم نعتاً للطويل؛ وكذا ترفع لو نعته بمضاف نحو: ذو الجمة؛ فلو جئت بالواو في المضاف فقلت: وذو الجمة، فالجمهور على وجوب النصب، عطفته على النعت أو على المنادى؛ وقال المازني: إن عطفت على النعت رفعت كما في الصفة.
(وإن كان مع تابع المنادى ضمير جيء به دالاً على الغيبة باعتبار الأصل، وعلى الحضور باعتبار الحال) - فتقول: يا زيد فنسه، ويا تميم كلهم، بالغيبة الكائنة قبل النداء، كأنك قلت: أدعو زيداً وتميماً؛ وتقول: نفسك وكلكم، بالحضور المتجدد بالنداء، كأنك قلت: أدعوك أو أدعوكم؛ ومنع الأخفش