فالياء بدل من الراء والصاد؛ لأنها في المشهور من السر والقص؛ وقيل: الياء في تسريت، بدل من الواو، من السراة، وهي أعلى الشيء؛ لأن للسرية شفوفاً عند سيدها، على ربة البيت. وألف السراة من واو، لقولهم لسادات الناس: سروات؛ وقيل: تسرى: تفعلى؛ وقيل في قصيت: إنه يجوز كونه فعَّلت من أقاصي الشيء، وهي أطرافه، فالياء منقلبة عن الواو، لظهورها في القصوى.
(وثانيهما كائتميت) - وأصله: ائتممت، فأبدل من ثاني الميمين ياء، قال:
(٥٥) تزور امرأا، أما الإله فيتقي ... وأما بفعل الصالحين فيأتمي
أي يأتم، قاله ابن الأعرابي؛ وكلام ابن المصنف، على اختصاص ذلك بالشعر؛ وقالوا في: لا وربك: لا وربيك، فأبدلوا من الباء الثانية ياء، حكاه ثعلب؛ وقالوا: أمللت الكتاب وأمليته، بإبدال الياء من اللام الثانية، قال تعالى:"وليملل الذ عليه الحق" وقال: "فهي تملى عليه"؛ قال ابن عصفور: وإنما جعل أمللت أصلاً، لأنه أكثر من أمليت.