(أو مُؤوَّل) - فالشرط الذي يكون فيه معنى النهي في هذا كالنهي نحو:"ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة"، أي لا تُولوا الأدبار إلا متحرفين لقتال، أو متحيزين إلى فئة. والاستفهام الذي فيه معنى النفي كالنفي نحو:"فهل يُهلك إلا القومُ الفاسقون"؟ وكذا قولك: زيدٌ غيرُ آكل إلا الخبز.
ودل قوله:"ولا يُفعل إلى آخره، أن الاستثناء المفرغ لا يقع في كلام موجب فلا تقول: قام إلا زيدٌ. ولا: ضربتُ إلا زيداً. ولا: مررتُ إلا بزيدٍ. لأنه كذب. كذا قيل.
(وقد يُحذفُ على رأي عاملُ المتروك) - كقوله:
(٥٦١) تنوط التميم وتأبى الغبو ... ق من سنة النوم إلا نهاراً
خرجه الفارسي على أنه يريد: لا تغتذي الدهر إلا نهاراً.
فحذف لا تغتذي، وهو عامل في المستثنى منه متروك وهو الدهر.
قال المصنف: وأولى من هذا التقدير أن يكون أراد:
وتأبى الغبوق والصبوح، فحذف المعطوف وأبقى المعطوف عليه، وهو كثير.
ومعنى تنوط تُعلق. ناط الشيء ينوطه نوطاً علقه. والتميم ما يعلق على الإنسان من عوذة. وفي الحديث: "من علق تميمةً فلا أتم الله له".