قال ابن السراج: لم يجز، لأن حرف الاستثناء إنما يستثنى به واحد، بل تقول: أعطيت الناس الدنانير إلا عمراً.
(وموهم ذلك بدل ومعمول عامل مضمر) - فإذا قلت: ما أعطيت أحداً درهماً إلا عمراً دانقاً. وأردت الاستثناء لم يجز، وإن جعلت عمراً بدلا من أحد، وأضمرت للثاني ناصباً أي: أعطيته دانقاً، جاز، كما يقدر خافض للثاني في قوله:
(لا بدلان) -فلا يبدل في المثال المذكور عمراً من أحد، ودانقاً من درهم، ويكون التقدير كما قال ابن السراج: ما أعطيت إلا عمراً دانقاً، لأن البدل على نية تكرار العامل، وإلا دخلت لقصد إيجابه بالنسبة إلى المذكور بعدها.
وإنما امتنع أن يكونا بدلين، لأن البدل من المنفي في الاستثناء إذا قصد إيجابه لزم اقترانه بإلا، فأشبهت إلا العاطف المقتضي للإيجاب بعد النفي كبَلْ، ولا يقع بعد عاطف معطوفان، فلا يقال: جاء زيدٌ وخالدٌ بكرٌ، كذلك لا يقع بعد إلا بدلان، فلا ينتصب دانق بدلا، بل ينتصب بعامل مضمر كما تقدم.
وأما ضرب زيدٌ عمراً وبكرٌ خالدً، فيجوز أن يقال فيه ما قيل في