النحاة، وخالف أبو بكر بن طاهر وتلميذه ابن خروف فزعما أنها للتعليل والتكثير كرُبَّ، وقالا: إنه مذهب سيبويه والكسائي، واستدل له ابن عصفور بقول الفرزدق:
٧٦ - (مكرر ٧٢) * كم عمة لك يا جرير وخالة*
إذ ما ذكره في البيت وما بعده يمنع التكثير، من كونهم فُدعا يَقذْن الفُصلان بالرجلين، حالبات لعشار الفرزدق، كلفات، وتوضحه رواية الرفع.
(مجروراً بإضافتها إليه) - كما في عشرة ومائة.
(لا بمِنْ محذوفةً، خلافاً للفراء) - وعزاه بعضهم للكوفيين، ويظهر من كلام الخليل الميل إليه، واستدل له بقول الأعشى:
٧٧ - * كم ضاحك مِنْ ذا ومِنْ ساخرِ *
فقوله: ومن ساخر، دليل على أن التقدير: كم من ضاحك، ورُدَّ بجواز معاملة كم ضاحك، معاملة كم من ضاحك؛ لتوافقهما في المعنى، فعطف مع مِنْ كذلك، ويؤيد الإضافة منع جره عند انفصاله في النثر.