(وربما جمع المنفصلان إن أمن اللبس) -املراد بالمنفصلين اللذان ليسا جزءين مما أضيفا إليه كالدرهمين، فإن ألبس جمعهما لم يوضع موضع التثنية نحو: قبضت دراهم الزيدين، وإلا فقد يوضع، نحو قوله عليه الصلاة والسلام:"إذا أويتما إلى مضاجعكما".
(ويقاس عليه، وفاقًا للفراء) -لوروده في أفصح كلام، كما سبق، وكقوله عليه الصلاة والسلام أيضًا، "ما أخرجكما من بيوتكما".
(ومطابقة ما لهذا الجمع لمعناه أو لفظه جائزة) -فالأول كقوله:
(٤٤) قلوبكما يغشاهما الأمن عادة
إذا منكما الأبطال يغشاهم الذعر
والثاني كقوله:
(٤٥) خليلي لا تهلك نفوسكما أسى ... فإن لها فيما به ذهيت أسا
فقال لها ودهيت ولو طابق المعنى لقال: لهما، ودهيتما.
(ويعاقب الإفراد التثنية في كل اثنين لا يغني أحدهما عن الآخر) -وذلك كالعينين والأذنين، فتقول: عيناه حسنة، وعينه حسنتان، وعينه حسنة، والأصل: عيناه حسنتان، وظاهر كلام المصنف أن ذلك مقيس، وزعم بعضهم أنه غير مقيس، وأنه إنما جاء في الشعر، فمن