١٧٩ - عجبت من الرزق المسيء إلهه ... وللترك بعض الصالحين فقيراً
وما ذكر من الأكثرية يقتضي أن إعماله مضافاً أحسن من إعماله منوناً، وهو قول جماعة، ويعزى إلى الفراء، وذهب الزجاج والفارسي والشلوبين إلى أن أقوى عمله إذا كان منوناً، ونسب إلى الأكثرين؛ وقال ابن عصفور: المحلى بال إعماله أقوى من إعمال المضاف في القياس.
(ويضاف إلى المرفوع أو المنصوب، ثم يستوفي العمل؛ كما كان يستوفيه الفعل) فإذا أضيف إلى الفاعل، نصب بعد ذلك المفعول، كقوله تعالى:(كذكركم آباءكم) و (لولا دفعُ الله الناس)، وهو كثير في القرآن وغيره؛ وإذا أضيف إلى المفعول رفع بعد ذلك الفاعل، وليس بالكثير. وجاء عن ابن عامر انه قرأ:(ذكر رحمة ربك عبدُه زكرياءُ) بضم الدال والهمزة، قيل: ومنه: (ولله على الناس حج البيت من استطاع). وإضافته إلى الفاعل عند وجوده مع المفعول أحسن، وقيل بالعكس، وليس في كلام سيبويه ترجيح.
(ما لم يكن الباقي فاعلً، فيستغنى عنه غالباً) - بل قال بعضهم: لا يجوز إلا في الشعر، وقال ابن أبي الربيع: جاء في الشعر، وفي قليل من الكلام، وقد