هذا الافتراض ممكن سواء في الخطة العسكرية أو في الخطة السياسية.
والغربيون يعرفون جيدا أن مواقف العالم العربي مع هذا الفريق أو ذاك لا أثر لها ولا فاعلية، لكن الصداقة مع العالم العربي تحكمها مصلحة مزدوجة؛ هي القواعد التي على البلاد العربية أن تقدمها لهم، ليحققوا استراتيجية الحرب عبر هذه القواعد في أمرين:
١ - استعمال هذه القواعد في أية خطط عسكرية.
٢ - أن تصبح البلاد العربية هي نفسها مسرح العمليات الحربية.
إذن هنالك حاجة لدى الغربيين في صداقتهم هذه، بقدر ما يحددها مستشاروهم اليهود.
من هنا قد تبدو مظاهرات الاحتجاج والاستنكار في الساحة العربية ضد الغربيين؛ هي الغطاء لصداقتهم للعالم العربي التي تنمو في خدمة استراتيجيتهم الحربية والسياسية.
بكل حال فالمهم هو الخط السياسي الذي على العالم أن يخطه بعد الحرب التي ستأتي.
فمستقبل هذا العالم سوف يرتكز على بعض المعطيات التي تأخذ في حسابها عبرا ودروسا من الماضي؛ لا بد أن تدخل مخططه العام في حركة نشاطه. وهنا من الجنون وقلة التبصر نسيان السر الخفي في بنية وتكوين العصر الحاضر الذي فصلناه في هذه الدراسة، ومن ثمراته دولة إسرائيل التي لن تجد لها مكانا في العالم الذي سيأتي. بكل حال كيف ما كانت هذه النهاية فإن على العالم الإسلامي أن يتبوأ مكانه الخاص في النظام الجديد، ولكن قبل كل شيء عليه بناء قيادة مركزية (Etat mageur) قادرة على أن ترى وعدا باستراتيجية سلام مستقر لمدي بعيد.