في أوروبا العصر الوسيط كانت الحياة الفكرية من اهتمام الكهنة، ويحتقرها النبلاء حين لم تكن الحياة الفكرية في مدى نشاطهم واهتمامهم، وهكذا غدت الأديرة هي المعنية بالشأن الفكري بصورة رئيسية، لكن مع نظام المدن برزت وجوه كبيرة من علماء النهضة.
لقد كانت استعادة النهضة لدورها مع بروز البرجوازية تدفع نخبة جديدة (Laique) من البرجوازيين؛ أي نخبة خارج نطاق الكهنة، وقد بدأت تأخذ سبيلها. فالأفكار المتداولة بين اتجاه وآخر في القارة الأوروبية احتدمت نقاشاتها في ليدن وسلامنك وجنيف مع سبينوزا الذي نوقش كتابه الأخلاق (Ethique) وقرئ (Montaine) كما استشير نوسترادان (Nostradanus).
ففي كل ميدان، حتى ميدان السحر والعرافة، كانت النهضة تبرز اسما
يهوديا أو وجها يهوديا في مقدمة الوجوه.
ولسنا هنا في معرض بيان مفصل عن تاريخ مساهمة اليهود في الأفكار
(١) هذا العنوان من ترتيب أعمال الترجمة إلى العربية، وهو غير ملاحظ في النص الأصلي الفرنسي (مسقاوي).