إن الجزء الأول المنشور في هذه الدراسة هو النتيجة التي تغني عن تقديم مزيد في هذا الفصل، لكن وأنا أنتهي من الجزء الثاني سيكون العالم قد أخذ مساره في منعطف تبدو فصول هذا الجزء من وجهة العالم الإسلامي بعض اهتماماته.
من ناحية أخرى فإن تصريح تشرشل منذ أيام بعد رحلته إلى واشنطن يشعر باحتمال الهجوم على الصين الشيوعية إذا لم توقع الهدنة في كوريا، وتصريح تشرثل يترابط مع التصريح الذي أدلى به رئيس وزراء اليابان حول معاهدة سلام مع الصين الوطنية بما يشير إلى أن الضغط الدولي قد ارتفع عام ١٩٥٢ أعلى مما نفكر.
من ناحية أخرى يبدو الجيش الشعبي في مصر متجها نحو حرب ضد بريطانيا، وفي إيران يوحي تصريح حسين فاطمي باتجاه نحو إلغاء معاهدة الصداقة البريطانية - الإيرانية عام ١٩٥١، ومن مؤشرات ذلك أن مصدق أغلق القنصليات البريطانية على كامل الأراضي الإيرانية.
هذه الأحداث تدعم مظهر الحياد في البلاد العربية، وهذا ما يؤيد مظاهرات احتجاج وغضب منذ ثلاثة أيام في تونس بسبب اعتقال مؤسسي حزب الدستور الجديد، لكن توقيف القادة الشيوعيين في تونس أعطى مادة للتفكير؛ أفلم يعد الغربيون مهتمين بدفع البلاد العربية إلى ما وراء موقفهم الحاضر، أي دفعهم مرحلة إلى التخلي عن مزايا حيادهم باختيارهم أو رغما عنهم، والانضمام إلى فريق هذا المعسكر أو فريق ذلك المعسكر في الحرب القادمة؟