بد للإسلام أن يماثلها تعبيرا وتمثيلا، وكم هي العناصر التي لا بد أن تستثنيها أو نصححها لكي تصبح فكرة مواساة في عالم جديد.
فالإسلام لديه حس النزعة التخطيطية، ولا بد أنه يملك الخبرة العينية التي بها يضبط الطاقة الذرية، ثم يستوعب النزعة الاشتراكية في معناها، كما يجسد العالمية، وهذا هو الشرط الذي سوف يضع جميع العناصر الثابتة وكذلك الاتجاهات في تناغم خطا عالم جديد.
فشرط الإسلام أنه دين قادر في تكوينه على تصحيح الرأسمالية وتعديلها، وكذلك الشيوعية ومحو العنصرية والاستعمار ليأخذ على يد اليهود في إدارة العالم.
وهكذا نرى دور الإسلام في عالم جديد؛ يعتمد على قيمته الداخلية بقدر ما للقيمة الروحية وفاعليتها من قدرة على استيعاب مخلفات عصر مضى في تجدد الحضارة الإنسانية.
[صدمة عودة الحرب]
في المستوى الإنساني؛ من الصعب تصور كل نتائج حرب سوف تتوفر لها أعظم الوسائل تخريبا، وحيث كل محارب سوف يضمر روحا من العداء لا تعرفها البشرية من قبل، روحا مليئة بالكراهية والعنف لا تبقي ولا تذر. من هنا فإن من الصعب في حرب كهذه تصور نهاية لها على الأرض التي تشتعل عليها، وعلى الشعوب التي ستدخل حلبتها، بحيث لا نستطيع تقدير مدتها؛ ما دامت الأفكار والبواعث في هذه الحرب فوضى؛ ولا وحدة بينها ولا هدف يجمعها.
على كل فحرب بغير أفق عقلاني لسلام تسعى إليه؛ يمكن أن تستمر مئة عام، لكن! وكما أننا تركنا سابقا جانب أفق التهدم الكلي الكارثي،