لم يكن ترابط الفصول الثلاثة السابقة التي قدمناها مجرد فضول حديث، بل هي مقدمات لازمة لفهم الدبلوماسية الغربية وعقلانية عناصرها في موقفها من الحياد الإسلامي أمام الصراع العالمي الراهن.
وإذا كان الدور الأساسي في التحضير للحرب القادمة يعود لليهود، فإن توفير الشروط الملازمة لانفجار الحرب، يرتبط بالحساب اليهودي الذي لا يتبنى حادثا في إشعال فتيل الحرب إلا ويشبعه تحليلا، لذا كان من الطبيعي أن يمر الأمر عبر الخبراء (باروس) أو (رنيه ماير) ليحللوا الواقع، فيستخرجوا منه ما يرسم اتجاها أو إيحاءات تدفع الأمور في الطريق المرسوم.
هذه الاعتبارات الأولية أوحت إلي الطريقة التي أفترضها لمعرفة السبب الذي يحدو باليهودي أن يحسب النتيجة التي على أساسها يبني خطته.
تحليلنا وصل الى احتمالين رئيسيين في أساس الحرب القادمة المفترضة:
الاحتمال الأول: إذا أعلنت أمريكا الحرب في هذه اللحظة؛ فثمة خطر كبير أن تخسرها أو أن تخرج منها ضعيفة هزيلة، بحيث لا يستطيع انتصارها أن يثبت نظاما تفرضه في العالم.
الاحتمال الثاني: العالم الإسلامي إذا ما ظل محايدا، كما شرحنا في الفصول السابقة، ونستثني البلاد المحتلة مباشرة كإفريقية الشمالية وإفريقية السوداء، فإن الاحتمالين إذا وضعناهما بنجوة من اهتمامات اليهودي العالمي، والذي هو المحرك لمسار الدبلوماسية الغربية، فإن العالم الإسلامي سيحقق النتائج التالية: