للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أ - إن الحياد الإسلامي سيحقق حضورا دوليا مفترضا يجعل كلا من أندونيسيا - أفغانستان - إيران، مع دول الجامعة العربية؛ جزر سلام خارج حرب عالمية، ولكي ندفع بالاحتمال خطوة إلى الأمام، فإن هذه الجزر لن تكون مجرد حياد قدري كما كانوا في عصر قابليتهم للاستعمار، بل هو حياد واع ومفكر وعملي.

ب - مقتضى هذا الحياد في حالة المسلمين في الحرب القادمة، وهذا مجرد افتراض، أن هذه الجزر من السلام ستكون ورشا للعمل والدراسات، فأندونيسيا قد استدعت الاقتصادي الأول في العالم شاخت الذي خطط لاقتصاد الرايخ الألماني، وهو اليوم يشرف على آخر بصمات النظام الاقتصادي الأندونيسي.

وإذا عرفنا نحن المسلمين ما يستطيع هذا الخبير الاقتصادي أن يقدمه، وهو القادم بعد الحرب من بلاد فقيرة كألمانيا، فإن عالما من ستين مليون إنسان؛ يستطيع - إذا كانوا على استعداد لتقديم أفكارهم وأيديهم - أن يضع في خطته سبلا منهجية لاقتصاد يوفر لهم سبق غنى على الفريقين

المتحاربين.

ولأن العمل والأفكار لا يزالان في بدايتهما في الوقت الحاضر، فإن على أندونيسيا أن تواجه الفوضى التي خلفها طابع الاستعمار الهولندي، إذ لكي تخوله خطط شاخت الولوج بالكامل في السوق العالمية الحالية؛ فمنهجية السوق العالمية تم ترتيبها طبق غايات سياسية بين اللاعبين أمريكا وبريطانيا، لذا فهم سيقفون سدا أمام الاقتصاديات الناشئة؛ إذا لم تزود بفاعلية الدخول في السوق بقوة استثنائية، وهنا يقتضينا - حتى لا نركز على مؤشر وحيد له معناه- أن نضيف عنصرا إلى خطة شاخت هو اهتمام البريطانيين بإعادة سائر اليابانيين إلى وطنهم، بعد أن عطلت الحرب كل مرافقهم وإنتاجهم.

<<  <   >  >>