للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعتمد على قاعدة معنوية تلتحم بنهاياته أي بالإسلام الذي هو الكلمة الأخيرة لنهاية العالم (١).

[تخطيط وتبشير الإسلام]

مع الحرب القادمة تزداد الحاجة - كما لم يكن من قبل - إلى روح جامعة، روح لها دورها الفاعل في حل المشكلات في سلم عالمي، حيث الحضارة في هذه المرحلة لا تختصر في قارة أو جنس، بل تشمل الإنسان على اختلاف الألوان والأنفس كما هو التعبير القرآني.

ففي قائمة القيم الروحية الحالية حيث لا مجال لترقب وحي جديد بعد ختام الوحي بالإسلام، يبدو الإسلام (٢) وحده هو المؤهل لمستقبل رسالة تفي بشروط البقاء على هذا الكوكب لسائر الأجيال المستقبلية، لكن إمكانية كهذه لا تحمل أي تأكيد.

فالإسلام مثلا لثلاثين عاما من القرن الأول لظهوره بالرسالة المحمدية، بلغ العالم أجمع حين كان انتشاره هذا المفاجئ بقيادة الرسول. وأصحابه الأول، وهنا لا نريد أن نعود إلى قضية صفين أو إلى أسباب أخرى حولت الثقافة الإسلامية إلى ثقافة إمبراطورية حالت دون انتشار كلي. (٣)


(١) هذه الاعتبارات قد تبدو متناقضة مع الذي أشرت إليه حول المستقبل الديني للعالم في القسم الأول من هذه الدراسة.
هذا التعارض هو حقيقي، وهو يعود إلى أنني لم أكن أتوقع عند تحرير هذا
الجزء الثاني منذ عامين بأن وضعي ووضع العالم كان مختلفا من سائر الوجوه.
(٢) إننا مضطرون هنا إلى معالجة الأمور باللغة العلمية التي تفرق في إيمان المؤمن، بين ما يمكن أن يكون الإسلام عليه، وما يلزم أن يكون عليه كما نزل به الوحي الأخير.
(٣) انظر العدد رقم ٥ من جريدة الجمهورية الجزائرية (الجزائر شهر أيار ١٩٥١) حيث فرقنا بين ثقافة الحضارة وثقافة الإمبراطورية.

<<  <   >  >>