فقائمة العناصر التي لم تنته خصائصها في العالم الحاضر والتي ضمها الجدول الذي وصفناه في الفصل السابق يبقى على الجيل القادم أن يستكمل نواقصها، وفوق ذلك فالعالم يستطيع أن يكون شيوعيا أو رأسماليا بعد الحرب، وهذا سوف يعتمد على الظواهر الثورية الجانبية التي سوف ترافق النزاع المسلح مع نزعة الحياد الإسلامي بالتضامن مع الهند. لكن الحل ليس بيد العالم الإسلامي في كل حال، فدور الإسلام يرتسم في طليعة الأشياء نفسها، وفي التطور الإنساني قبل وبعد الحرب القادمة. لأن قائمة العناصر التي ستدخل في التركة هي التي سيرثها العالم القادم ومنها العالمية كأحد الاتجاهات الأساسية لعالمنا الحاضر، رغم نزعة استنساب أملتها بعض الانحرافات الكاريكاتورية، أمثال عصبة الأمم المتحدة السابقة، والتي برزت في الحاضر كهيئة الأمم المتحدة أو المواطن العالمي، فكل تسابق في هذا الاتجاه أضحى ذا طبيعة أدت أغراضها وانتهت كحالة توازن طبيعي للعالم الآتي، فهذه العالمية ستعبر على الخصوص عن وحدة معنوية ستلتحم على الخصوص مع الفكرة القرآنية التي يؤيدها ويفسرها مجرى الأحداث. وهناك في الواقع أمر لا مرد له، في الأحداث الجارية حاليا؛ إنه
الحرب، وهي ضرورية من الوجهة التاريخية والغيبية من أجل تحقيق أكبر
تحول في الجانب الإنساني، لكن إذا حظيت الإنسانية هذه المرة ببعض حظوظ الخلاص من الهدم الكلي، وكانت التكنولوجيا لا تمتلك أي إمكانية حرب تلي الحرب القادمة، إذن فالناجون من طوفان قادم ليس لديهم سوى خيار واحد: السلام أو نهاية العالم، وإذن فالسلام لا يعود قضية مثالية أو سياسية، بل طابعا أساسيا لحفظ النوع، وهنا فالإسلام يمثل الفلسفة الأخلاقية والاجتماعية الوحيدة الملائمة لما يقتضيه عالم قادم. فقد يكون رأسماليا أو شيوعيا من الوجهة السياسية، لكن سلامه