على عتبة العام ١٩٥٢ كل شيء يشير إلى نهاية العصر الحديث في القادم من الأحداث والأيام.
وإذ العصر الحديث قد عفا عليه الزمن وتفتت، فسوف ينهار بناؤه حجرا حجرا، حين يلد عصرا جديدا يليه.
أما الحرائق ودماء الملايين التي سوف تسفك مع الحرب القادمة، فسوف تظل في ذاكرة الشعوب باعتبارها النتيجة الوحيدة لصفحاتها في تاريخ استدار وخلف وراءه حضارة التجار.
أما صفحات العالم الذي سيأتي فما تزال بكرا، فما هي اليد التي ستكتبها وترسم عليها مصير الإنسانية؟
المسلمون وضعوا هذا السؤال المخيف الذي ما يزال يسكن الفكر اليهودي في هذه اللحظة.
كيفما يكون تاريخ العالم الذي سيأتي، فإنه سوف يجد نفسه بالضرورة أمام بعض خصائص موروثة، وأخرى ستكون من لوازم تكوينه.
فالأولى سوف تشكل إرثه من عالم مضى. والثانية سوف تكون من حقيقة وجوده. هناك إذن مشكلتان في طبيعة مختلفة كل منهما عن الأخرى: لأن الأولى وليدة مباشرة لخصائص متعددة بعضها أدى وظيفته أو يكاد، والآخر لم يصل إلى غايته أو ما يزال في مرحلة حمل لم يلد بعد، وستكون هذه كلها تركة عالم سيأتي، وفي معجنه إرث ما خلف