للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهي أدنى سبب في البحث عن المواطنية، فإذا كان مهما أن يصبح مواطنا

فليس ذلك من أجل أن ينتخب، بل من أجل أن يعمل في إطار المجتمع

فيختار لنفسه أن يدعى (Durant-Dupont) إذا كان اسم ليفي يزعجه حتى لا يوسم بالجيتو بين السكان فيكشف دوره الخفي، أو حاملا نجمة صفراء أو علامة أخرى تميزه، بل يغور غير معروف (inconnu) في عموم سكان المدينة.

فإعلان حقوق الإنسان والمواطن كان لازما في إطار خطة عمل اليهودي في العالم، وهو الأكثر أهمية إذا ما اعتبر في فرنسا في مستوى القانون كي يعمل في ظله.

من خلال هذه الصفة (المواطن) كان اليهودي قد أخد من سائر أوروبا بعض لون الأرض التي يعيش فيها، ولن يسمى أحد بعد ذلك باسم دافيد، إسحاق، إسرائيل، بل دزرائيلي أو ابنهايمر أو فرنسيس دكرواسي.

والجد اليهودي الذي أنهى أيامه بهدوء في آخر جيتو، قرب موقد النار في ليل بارد، وهو يسمر مع أطفاله الصغار، يتأمل الطفل مارسيل والصغيرة (Ginette) وهما يعبثان بلحيته الأبوية ويحلم بالطريق المرسوم لمسارهم.

إنهم في أوروبا الآن ولم يكونوا مغررا بهم، فأوروبا مستعدة لتستقبل الجميع من أجل سعادة (Ginette) وسادة مارسيل المعلم (Patron) .

٣ - اليهودي المودرن

ستكون كلمة (الحديث) بالنسبة لليهودي لا معنى لها؛ لأن اليهودي كالأشياء الثابتة مع الزمن لا عمر لها لأنها لا تتغير أبدا.

فاليهودي الآن أصبح مواطنا قد نزع عنه اللحية واللباس وكل ما يميزه كيهودي، لكن أفكاره هي نفسها على مر الزمن. إنها استمرار يوم هو أحد حلقاته الأولى وقد رأى المسار اليهودي الأول، إنه هو والجد الذي كان

<<  <   >  >>