عقب أحداث عبادان في إيران؛ بدا ثمة حياد غامض للعالم الإسلامي الحاضر حيال الحرب الباردة بين أمريكا والاتحاد السوفييتي. والعالم الإسلامي في الواقع وجد نفسه منساقا للتحالف مع
طرح نهرو.
والدبلوماسية الغربية هنا سجلت بضربة واحدة تجاه إيران خسارة مزدوجة، ثم إن الحياد الإسلامي سجل نتيجة أخرى هي التقارب غير المنتظر بين الإسلام والبوذية والبراهيمية في الهند.
فقضية كشمير التي بدأت تطرح في تفاعلها حلا عسكريا يفضي إلى انقطاع نهائي بين الهند وباكستان؛ كان هنالك الوقت الكافي نفسه لاتجاه مخالف عقب اغتيال لياقت علي خان، لولا وجه آخر في قلق السياسة الغربية؛ هو التبشير بالإسلام في الهند، وهو يمثل الخطر الأول في عيون الغرب سابقا على التبشير بالشيوعية.
وكلمة دزرائيلي في بداية القرن هي المعيار في هذه السياسة، وهنا لا بد أن نأخذ العامل اليهودي من أجل الإمساك بهذه القضية، وذلك بقطع النظر عن خلفيات العصر الحديث التي فصلناها في الفصول الأولى من هذه الدراسة.
فاليهود اليوم قد حولوا اهتمامهم نحو الشيوعي حين شعروا أن المقود قد بدأ يفلت من أيديهم منذ أن أصبح الاتحاد السوفييتي خطرا عليهم. إذ لا يزال ثمة فروقات متباينة (nuance) تتيح ليهودي أن يؤدي دورا في إطار الشيوعية، حتى في عصر ستالين، ما لا يستطيعه في إطار إسلامي.
والدستور الشيوعي لا يمنع مواطنا يهوديا أن يتولى مسؤولية في القضاء بأن يصبح قاضيا أو نائبا عاما، لكن أي دستور إسلامي لا يستطيع أن يقبل قاضيا يهوديا.