ليس من المعتاد أن يكتب لقسم ثان من دراسة، مقدمة خاصة؛ لكن قدرا تميز بطابعه الغريب، أحاط بالكاتب، يدعونا إلى أن نتمهل لنكتب مقدمة خاصة لهذه الدراسة، التي استرسلنا بها بعيدا عن حدودها، لنرى أولا إذا كان ما نكتبه يمكن نشره أو أنه لا يمكن نشره.
فالقسم الأول من هذه الدراسة (وجهة العالم الإسلامي) الذي نشر في كانون الثاني/ يناير والقسم الثاني الذي نحن بصدده الآن مختلفان من حيث طبيعتهما. فالقسم الأول يمكن أن يعتبر في العمق اختصارا لدراسة داخلية للعالم الإسلامي، وبالخصوص من زاوية (القابلية للاستعمار)، وهذا قد اقتضى العودة إلى استعراضنا خط تطور العالم الإسلامي من قيام حالة القابلية للاستعمار (عصر ما بعد الموحدين)، إلى قيام حالة الاستعمار حينما استعمرت أوروبا المسيحية البلاد الإسلامية. بالمقابل فهذه الدراسة في القسم الثاني من (وجهة العالم الإسلامي) هي دراسة خارجية مستقبلية تركز على القضية الإسلامية في إطار القضية العامة التي سوف تأتي.
فالأحداث التي مرت عام ١٩٥١ رسمت للإنسانية عاما مفصليا على وجه العموم، وعلى الخصوص للعالم الإسلامي الذي سيأتي، وذلك ما أوحى إلي القسم الثاني من هذه الدراسة، حين أبرزت القضية المراكشية مشكلة وحدة مسار غدت ضائعة وإلى الأبد منذ عهد تخلف العالم الإسلامي.
هذا الحدث الهام الذي برز في ذلك العام قد داهمني، وبالخصوص