على مستوى وجودي الشخصي، واتخذ لسبعة أشهر مضت طابع أزمة لم أعرف لها حلا، وقد فرض هذا كله علي فكرة هذا القسم الثاني من الدراسة كعمل مستقل نسبيا عن القسم الأول من وجهة العالم الإسلامي. لذا رأيت للحظة راودتني أن أعطيها عنوانا خاصا: الطروحات الحدية للإسلام " Les tables modernes de L' Islam" لكن عنوانا كهذا يبدو غير كاف ليشير من ناحية أخرى إلى عمل يستر وراءه الوحدة الأساسية لهذه الدراسة؛ فهذا العنوان بدا لي وكأنما هو طريقة للهروب إلى عنوان جديد لا صلة له بالطابع الخاص للقسم الثاني من الدراسة.
لذا ربما الأوفى أن أخص بالصفحات القادمة جيلا سيأتي؛ يعقب جيلي، لنؤكد لهم وهم بين أنقاض عالمنا، أن عليهم واجب بناء عالم
خاص بهم.
فمصلحتهم لا غنى عنها في هذا القسم الثاني من الدراسة إذا ما وجد رجال الغد في ركام عالمنا بعض المعطيات الأساسية لبناء جديد ..
فالمعطى الأساس الذي سوف تبنى عليه هذه الدراسة، سوف يرشد الجيل الذي يأتي بعدنا بشكل أفضل، حين يعرف أنه ليس عليه أن يفرق
في أوحال أي من خصائص عصرنا الأكثر بروزا وظهورا والأكثر جدلا، بل على العكس من ذلك عليه أن يبني عالمه الروحي الذي يرتكز عليه مجرى عمقه الخفي:
" Ce qui constitue son mystère son cour son d'ombre sur fond cache son arcane ''
هذا الاهتمام هو الذي أتطلع إليه هنا من أجل أن يعلم الجيل الجديد مسبقا أن عليه أن يحرر مستقبله من هذه التركة.
علي أن أشير هنا إلى أن رجل المستقبل سوف يباشر عالمه وقد تجاوز