منذ نهاية الحرب عام ١٩٤٥ تطورت النفسية السياسية وحدها في العالم الاسلامي، وكان الحدثان اللذان أديا إلى هذا التطور هما فلسطين والحرب الكورية، فالسياسة الإسلامية عقب الحرب انطلقت اتجاهاتها نحو انتصار أمريكا من ناحية، ومن ناحية أخرى الاعتماد على الايديولوجية الأممية أي الثقة الكاملة بهيئة الأمم المتحدة.
فقد كان تصاعد قوة أمريكا قد بني على ذلك النصر الكبير على ألمانيا وقوتها التي لا تقهر، وهذا قد رفع من اعتماد العالم الإسلامي على قوة أمريكا، ثم إن العالم الإسلامي لم يكن قد استكمل تحرره من الاستعمار.
لذا كان انحياز العالم الإسلامي نحو أمريكا له معناه لا شعوريا ضد روسيا. هذا الانحياز اللاشعوري قد سار قطاره على خطين هما كلمتا: (Remantism opportunism) فالأولى تعني المواقف التي تسوقها الظروف، والثانية الأحلام التي تسوقها الشعارات. وهكذا غدت الشعارات مثل خطي سكة الحديد لا تلاقي بينهما ولا وعد فيهما لوحدة المسار نحو المستقبل، لاستحالة الجمع بينهما. وقد بنيت السياسة الإسلامية على ما سار به الزمن؛ تناقضا في الوسائل والأفكار، حتى وهي تعالج القضية الفلسطينية.