وهنا يقودنا الأمر إلى الوجه الثالث في جبهة تنشأ في المدى الجغرافي لأمريكا ككندا مثلا، فلا يعود الأمر سوى خط واحد هو المسارعة نحو حرب كاسحة قادرة على إلغاء روسيا في يسير الزمن، لكن هذا غير ممكن إلا إذا أوتيت أمريكا سلاحا سريا لا تملك روسيا أي فكرة عنه ولا أي حظ في تفاديه.
فإذا كان القدر أراد إنقاذ الرأسمالية فمن المؤكد أن هذا هو الحظ الوحيد الباقي لها عبر قرار سريع مداهم، وإلا فهناك مع الزمن آفاق عدة سوف تبرز؛ فروسيا رغم نجاحها القاري المحتمل في استعادة أوروبا وإفريقية فإن هذا الأفق لا يبدو في روزنامتها، ومع ذلك فإن آلية النزول الضروري لإنهاء الحرب عسكريا؛ عبر معركة على أرض الولايات المتحدة الأمريكية من خلال كندا، هي من شروط الوجه الثالث للحرب، الذي يعني أن تقوم الولايات المتحدة برفع كأس الاحتفال في اتفاقها مع روسيا ومع الكادرات المنتشرة ومع المعدات التدميرية، ثم ترد روسيا على الأمريكان بمثله. لكن من أجل تحقيق هذا الهدف والوصول إلى نهاية
الحرب لا يبقى من إنهاء الحرب سوى شرطين؛ أي أن تقوم ثورة في
أمريكا أو أن تقوم روسيا باحتلال أمريكا، وكلا الأمرين ممكن نتيجة حرب طويلة الأمد وقد بلغ بهما الوهن لدرجة أنه لن يكون النصر أبدا الوسيلة لأي منهما في تحقيق النظام الذي تريده للعالم.
هذه الخلاصة في نتيجة حرب كهذه مفترضة؛ هي وحدها التي يجب استخلاصها لإدراك مدى تأثير الدبلوماسية الغربية الحالية للعالم الغربي على العالم الإسلامي.