الخصوص في مستقبل الجيل الآتي، ومن المؤكد بعد الحرب القادمة، إذا ما بقي العالم على قيد الحياة وتأهب لإعادة البناء بطريقة أو بأخرى، فإما أن يستعير من الإسلام قيمه الأخلاقية، أو أن يستعير قيما صنعت من اليهود مثلا بمختلف عناصرها، فإذا كانت الحالة الأخيرة، فلن يكون مستحيلا حينئذ أن تتضافر المصالح والأفكار ضد العالم الإسلامي، كما كان من قبل تضامن الاستعمار، وهو يعمل بإدارة اليهود.
والدعوة التبشيرية (Proselytisime) إلى الإسلام كما نراها تعالج مشكلة واقعية مسلمومعة (Concret) ينبني عليها نظام جديد ومضمون لا يملك فيه عصر استعماري أن يتكرر مجددا كما جرى في مسيرة التاريخ.
من هنا فالمرتقب لدور العالم الإسلامي بعد الحرب سياسة طويلة المدى واستراتيجية فاعلة هادئة، استراتيجية تسعى نحو مستقبل تزول فيه أسباب الحرب.
هذه التوجيهات عليه أن يدركها قارئ الواقعية حتى ولو كانت لا تجد لديه وعيا في حالته الراهنة، إذ يبقى في النهاية أن نعرف المنهج والوسائل والمراحل، وهي جوانب تدخل في مستوى عملية التخطيط التي وضعناها في خانة مشكلة لم تتحقق بعد نتائجها في عصرنا وفقا للجدول الذي أشرنا إليه.
[خطة المسلم]
إذا عرفنا التبشير والدعوة إلى الإسلام وصفها استراتيجية عليا للسلام، فذلك في مصلحة السلام أكثر مما هو لمصلحتها.
والاستراتيجية كفكرة لا بد أن تبنى على مركزية قيادة عليا (Etat mageur)
تراقب وتوجه بصورة مستمرة برنامج أداء رسالتها في وجهتي نظر: الأولى داخلية توفر الوسائل اللازمة لتقود جيدا برنامجها العملي، والثانية وجهة نظر خارجية.