في المجتمع الأوروبي، لكنه الآن اليهودي (المودرن) وقد وصل إلى
مستوى في اتجاه معاكس حين أضحى طموحه على رأس التراتبية.
لذا فالمساواة الآن أصبحت تقتضي أن تتهود الديمقراطية عمليا لتحقيق المساواة من جديد، ولا يعني ذلك الدخول في اليهودية كعقيدة دينية، فاليهودي لا يتسامح مع المؤمنين الجدد لأنه لا يريد له شركاء، إنما من حيث التعامل في الأفكار الجارية فإن خلفية اليهودي الفكرية هو أنه يريد عالما يعمل بجد في سبيل امتيازاته ومصالحه. إنه الآن يجد نفسه اليهودي الذي يفكر وأوروبا هي التي تعمل، فالمجتمع الأوروبي أصبح مقتصرا على نموذجين: الرجل الذي في يده (Serviete) وملفات على مكتبه، والرجل الذي بيده (musette) زوادته، وهو منصرف باكرا إلى عمله. فالأول مدير أعمال - موظف- نائب في المجلس ... والثاني عامل يعمل لحساب سواه، يستيقظ كل يوم مسرعا إلى عمله وبيده زوادته ..
فهذا المجتمع الذي يعمل بكامل طاقته لمصلحة اليهودي أصبح أخيرا يفكر مثله ويعمل من أجله. وقضية دريفوس ليست سوى اختبار لمدى يهودية فرنسا. والكاتب الفرنسي درومونه في كتابه (فرنسا اليهودية) (La france juive) في نهاية القرن التاسع عشر لم يكن يدري إلى أي مدى يعبر هنا عن الحقيقة. فهذا الكاتب السياسي الصريح والسليط بدا في النهاية وكأنما هو نفسه أصبح يهوديا حين وقع في الفخ نفسه فمات متزوجا من يهودية. لقد جاءت الآن الصحافة في الوقت الملائم لتنشر على العالم كله الأفكار التي تلد في الهيكل الكبير.
٤ - اليهودي المذهبي المتزمت (Doctrinaire)
من لعنة الزمن أو من إرادة شيطانية، فإن عمل اليهودي يبني وبذور تهدمه
في تضاعيف بنائه. فاليهود هم الذين ابتدعوا هذا العالم الرأسمالي. وإذا