فالخطر الإسلامي الآتي من الحياد في الحرب؛ يجب بكل بساطة تحويله هو ذاته إلى ساحة حرب، حتى لا يستطيع العالم الإسلامي القيام بأي عمل إيجابي، حتى ولا عمل لرفض الاستعمار الذي انهزم بعد الحرب العالمية في صورته التاريخية، وهكذا يحافظ الاستعمار على مستقبل يخلفه في أرضية خرج منها لكي يعود مجددا.
هذا الجانب هو الذي يهم الدبلوماسية الغربية حاليا، فبريطانيا قد انسحبت من الهند، لما رأت الهولنديين يتركون بخارى ويهيئون دبلوماسيتهم الحالية لاستعادة سيطرة الإمبراطورية الاستعمارية الأوروبية.
فماليزيا وسنغافورة هما مجرد قواعد لجنوب شرق آسيا، كما هي إسرائيل في الشرق الأوسط.
أما فورموزا، اليابان، كوريا الجنوبية، والهند الصينية، فهي ليست كما يدعي الغرب سدود حرب قادمة ضد الشيوعية، بل هي مواقع لما بعد هذه الحرب؛ كمرتكزالت نظام يسوده العصر الإسرائيلي، في مدى غير محدد، ويجب أن نضيف بدون شك تلك الاهتمامات المسيطرة، فالمشكلات القائمة والتي تطرح نفسها بطريقة دراماتيكية تضع الغرب في مأزق بين مد وجزر؛ إزاء رجال أثبتوا أن باستطاعتهم أن يجددوا نموذج ستالينغراد في كوريا الشمالية.
من أجل سائر هذه الأسباب، وبالخصوص تلك التي تتعلق بالحالة التي تعقب الحرب القادمة، فإن السياسة الغربية عليها أن تبذل ما تستطيع لإدخال الإسلام في هذا الصراع. ومن هنا، وعلى ضوء هذه الاعتبارات، من الواجب فهم الموقف الأمريكي، فيما يتعلق بقضية شمال إفريقية عموما والقضية المراكشية خصوصا، التي أجل البحث حولها في الأمم المتحدة.
فالحياد الإسلامي أمام سائر هذه الوجوه مشكلة الساعة الرئيسية.