لتصبح في المقام الأول من المنظومة العالمية لأنها الوزن الأوفى، لكن في مناخ الحياد الإسلامي الذي سيزدهر حصاده؛ مخاوف راهنة يمكن أن تنشأ خلف سطور خطة القادة في الغرب.
فعندما يؤكد إيزنهاور منذ عام مضى؛ أن العالم الإسلامي قد بدأ يتقارب ويتضامن فيما بينه بعيدا عن الصراع بين الغرب والشرق في الحرب الباردة، فالجنرال الأمريكي من وحي هذه المخاوف يتحدث بصراحة تشف عما تخفي أفكاره.
فإذا ما قامت حرب في الظروف الحاضرة؛ فسيصبح الرهان منصبا على ربط الإسلام في منظومة الحرب المسلحة، تفاديا لوحدة تستعيد شعار ما تسميه أوروبا (الخطر الإسلامي).
فخطط الاستعمار لما بعد الحرب هي أهم من أفكار الإعداد للحرب،
إنها لتعطيل كل فرصة مادية أو فكرية أو أخلاقية، تبرز خارج هذا الصراع القادم.
فحين يرى الاستعمار بلادا إسلامية كأندونيسيا؛ تملك كل طاقة في تزويد جبهتي الحرب المتوقعة بالمؤن التي تباع بأفضل العروض، فهذا الموقع المتميز سوف يجعل البلاد الإسلامية في المقدمة غنى بمواردها واقتصادها.
فما يعنيه التصريح الثلاثي الشهير الأمريكي البريطاني الفرنسي، ثم التركي (الذي لا يعرف لماذا)، في الدفاع عن الشرق الأوسط، هو الحيلولة دون هذه النتيجة.
وأمام هذا التصريح لا يبدو لي أن القادة العرب يدركون ما هو أبعد من الطابع العسكري لحرب قادمة، في حين أن الإنذار الثلاثي يرسم لما بعد الحرب لو أنها ستقع، أعني الحالة التي سيكون العالم الإسلامي عليها بعد الحرب المتوقعة.