الإسلامي يؤذن بما بعده؛ إذا ما أصبح هذا الجديد من الأشياء نمط انفتاح وتعارف بين مسلم في باريس ومسلم في جاكرتا. وآخران أحدهما
في لندن والثاني في داكار، وواحد في برلين وآخر في كراتشي، فهذه
الصلات إذا ما أحكمت روابطها فسوف تتفاعل تضاعفا بصورة طبيعية بين شانغهاي والرباط.
فالأخوة الإسلامية حينما أصبحت حقيقة اجتماعية في التاريخ الإسلامي، كانت المدى للدفعة الأولى التي أرساها الرسول (ص) في مجتمع المدينة؛ في حيوية باكرت الأرض الطيبة فيه بغرس خطة عمل لبناء مجتمع، وإذا كان لكل خيار خطة اختصاص في تنفيذها، وللمؤاخاة بين المؤمنين خطة تطبيق عملي، فهما بعض ما كان في مؤاخاة (سن يات) الصيني وعبد الله بن إبراهيم الجزائري من تطبيق عملي فني، إذ كل منهما خفض الجناح لأخيه فكانت وحدة التطلعات على سواء بينهما في نطاقهما الخاص، لكن النطاق العام له مداه الواسع في تنظيم؛ يسكب هذه المقاربات في قيادة مسارها وميزان نشاطها، فيؤشر إلى وحدة المسار تفاعلا أو ترهلا، وهو يمنحنا في النهاية زادا من الوجهة الكمية، حصاد ما تفاعل من المؤاخاة لسعي مرتحل دائما لأفق جديد.
لا بد من مركزية تنظيم يراقب المستجد عبر مؤشر سنوي لحركة العالم الإسلامي، ونموذج المسلم الصيني والمسلم الجزائري صالح للتعميم كوسيلة تحقق واحدة من الشروط العامة لوحدة العالم الإسلامي في العصر الآتي.