للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكي تجدد الأخوة الإسلامية حضورها؛ عليها أن تعي دورها في خطة مؤاخاة بكل أبعادها الفنية. وهذا التحديد في جانبه العملي والفني في حاضر عالمنا الإسلامي قضية شائكة حتما وغير مؤهلة للتطبيق. لذا وعصرنا الذي هو على وشك النهاية؛ ينبغي الإعداد لمناخ العصر الآتي الذي يتسع فيه النطاق لمؤاخاة أبعد من السلوك الفردي، لأنها تمتد إلى حركة؛ بخطتها الفنية التضامنية كفصل من فصول علم الاجتماع، وهنا ونحن نتحدث بعبارات وصيغ جديدة، لكن النموذج الأمثل الذي يحقق نتيجة ما نرمي إليه من المؤاخاة؛ ما كان عليه مجتمع المدينة بقيادة الرسول (ص). فالرسول الأكرم لم يبلغ آيات الوحي في قوله تعالى: {إنما المؤمنون إخوة} [الحجرات: ٤٩/ ١٠] بل هو آخى وقام بتعبئة تنظيم عملي للمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وكانت المؤاخاة هذه هي النقطة العملية التي انطلقت بها المسيرة بفاعلية أكبر مما تكون عليه أخوة بنت علاقة حميمة بدافع سلوك أخلاقي. فالرسول (ص) ترك لنا عمق المنهج الفني العملي لبناء أخوة هي الأوفى بولادة مجتمع إسلامي وتطوره، وهذه الأصول الفنية العملية هي التي ستعيد للأخوة الإسلامية في العالم الإسلامي وجهتها رسالة وطريقا، وهنا نذكر ما جاء في الأثر من أن الإسلام سيعود غريبا كما بدأ.

من هنا فاتباع هدي الرسول (ص) ليس بالأماني والانتظار الغيبي، وإنما هو خطة طريق وعمل؛ تقوم على فنية المؤاخاة استعدادا لمهمة في مستوى الرسالة في عالم جديد.

ولنا نموذجان كمسلمين: الأول في الصين والآخر في الجزائر: (سن يات) الصيني الذي أصبح أخا لعبد الله بن إبراهيم الجزائري. فالأخوان تحابا كما أنهما لأب وأم واحدة يتبادلان الرسائل فيما بينهما بانتظام ويرث أي منهما الآخر، وهذا يعني أن ثمة شيئا جديدا في تاريخ العالم

<<  <   >  >>