فقد وفرت القابلية للاستعمار متسعا للأسباب الخارجية التي عملت في ظل الإدارة الاستعمارية؛ كي تأخذ مجالها في تقسيم البلاد. فمنذ بداية القرن العشرين في ظل هيمنة الاستعمار وامتداداته خلف جدار التخلف، كانت الجزائر والمغرب يحارب كل منهما أخاه على الحدود التي رسمها الاستعمار في أرض الجدود ليحتلها، لكن شعور الأخوة قد بدأ والحمد لله ينبعث من جديد، وبدأت أصداؤه تتخذ لها مقاعد تتحلق حول القضية الفلسطينية والقضية المراكشية في العالم الإسلامي.
لكن هذه الأخوة التي يعبر عنها في مختلف أنحاء العالم الإسلامي لا تزال في عمق الشعور، ولا بد أن تنتقل إلى وعي يجند الطاقة في بناء للمؤاخاة هادف وتطوعي بين المسلمين والعالم الإسلامي.
فمع تطور الأحداث والأيام؛ تنامت الأخوة في بسيط العالم الإسلامي، لكن الأخوة لكي تأخذ مداها التاريخي كما بدأت أول مرة، لا بد أن تنتقل من عمق اللاشعور إلى عمل واع؛ يجند الطاقة لبناء عمل تطوعي؛ له في المؤاخاة مواعيد إنجاز؛ في خطط متوالية بين أنحاء العالم الإسلامي.
صحيح أن الأخوة الإسلامية بادية مع تطور الأحداث الراهنة والأيام، لكنها لم تحدد خطة لها أو قضية تجند المؤاخاة في أهدافها، فالتخطيط الهادف في فاعلية الأخوة الإسلامية يضع العالم الإسلامي في التطور المشاع الذي يهيئ لبواكير العالم الآتي، فالأخوة في هذا المنعطف ينبغي ألا تظل في اللاشعور، بل يجب أن تأخذ مكانها في تطور يحقق نتائج ملموسة؛ لها دورها الأكيد والحاسم في معايير نظام جديد. لا بد أن تنتقل الأخوة من مجرد الشعور إلى إرادة العمل، فكل عمل تضامني لا يؤسس لإرادة هادفة، تسوغها عملية تخطيط (وعلى الخصوص في العالم الذي سوف يعقب العالم الحاضر) هو مجرد حلم.