(Et c'est la pensée paulienne qui primat finalement. On se demande Pourquoi)
كان لابد أن يتم التنسيق في كل شيء بين هاتين النقطتين من التلاقي بين البوليانية وفعل اليهودي أسخريوط؛ لذا بات على اليهودي العيش أولا
ضمن شروط تتناسب وعدم المساس والعزلة، لذا سيعيش منفردا في الجيتو، ولم يكن ذلك لينقص من قدره، فاليهودي ليست لديه وراء علاقاته العائلية والعنصرية مشاعر، وإنما هي أفكار وبرامج، وفي إطار أفكاره وبرامجه، لا يبحث عن وطن جديد، بل ينصرف في النهاية إلى نطاق يتسور محيطه وعنصره.
وذلك لا يبخس من قيمة هذا الشعب ذي الرقبة القاسية كما وصفه الإنجيل، فنفسية اليهود المعقدة تفاجئ التحليل السطحي الذي يقف عاجزا عن التوفيق بين معطيين متعارضين في نفسيته؛ تكبر بغير حدود وقدرة لا تحتمل على ابتلاع الإهانة والإذلال. لكن الجيتو إذا كان لا ينقص من قيمة اليهودي في سائر الحالات وهو بين يدي شعبه، فإن واحدا من الأسباب التي كانت الأساس في تحوله عن الشرق، هو اضطراره إلى الانغمار في المجتمع. فاليهودي في بكين أو طوكيو مثلا لا ترتاح نفسيته إلا حينما يصبح بينهم غير معروف النسب والعنصر، فإذا اتفق أن التقى أحد مع يهودي التقاه صدفة في قطار فتخاصم معه وقال له: يا يهودي. فهنا يغير اليهودي الموقف نحوه ويصبح لطيفا وقريبا.
باختصار؛ إنه لا يريد أن يكون معروفا ولا متعرفا عليه مجددا في كل مناسبة (١). هذا الطابع النفسي هو أصل مفهوم الشركة المغفلة (anonyme) لدى عالم الاجتماع والاقتصاد كما أرى. وأعتقد أن هذه هي الحقيقة التي لم يشر إليها عالم اجتماع أو اقتصاد ما.
(١) من هذا الجانب فغريزة اليهودي أكيدة. فمنذ أن يقيم اليهودي معارف مثيرة كما هذه، فهناك خطر عليه يتلخص في شخصية هتلر. من هذه الناحية فقضية فلسطين هي بهذا القياس ستمثل خطرا عليه.