للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يا محمد ان الله يمسك السموات على اصبع والاراضين على اصبع والجبال على أصبع والشجر على اصبع والخلائق على اصبع ثم يقول أنا الملك فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت نواجذه ثم قرأ {وما قدروا الله حق قدره} زاد عبد الله بن مسعود: فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تعجباً وتصديقاً له وساق بنحوه حديثاً لابن مسعود فيه اختلاف يسير وليس هذا هو الحديث الوحيد الذي فيه ذكر الأصابع فقد قال عليه الصلاة والسلام " قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ". (١) قال الامام البغوي: والأصبع المذكورة في الحديث صفة من صفات الله عز وجل وكذلك ما جاء به الكتاب والسنة من هذا القبيل من صفات الله (٢) وقال ابن بطال: " لايحمل ذكر الاصبع على الجارحة بل يحمل على انه صفة من صفات الذات لا تكيف ولا تحدد (٣) وبمثله قال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث " ولا نقول اصبع كاصبعنا لان كل شيء منه عز وجل لايشبه شيئاً منا ". (٤) والمخالف لهذه الاحاديث له نفس الحجة التي سبقت في باقي الصفات وأولها كما اول غيرها، فحديث (إن قلوب العباد بين أصبعين) اولهما بالنعمة أو بالقدرة، وقال لانها تقتضي المماسه وهذا بعيد فانه ليس في ظاهر الحديث أن القلب متصل بالأصابع ولا مماس لها ولا أنها في جوفه ولا أن قول القائل هذا بين يدي يقتضي مباشرته ليديه، فقوله تعالى {والسحاب المسخر بين السماء والارض} البقرة ١٦٤ لم يقتض أن يكون مماساً للسماء والارض. (٥)


(١) رواه الترمذي باب القدر ح ٢١٤ وابن ابي عاصم في السنة ١/ ١٠١ بسند حسن
(٢) شرح السنة للبغوي ١/ ١٦٨
(٣) الفتح ١٣/ ٣٩٨.
(٤) تأويل مختلف الحديث صـ ١٩٦.
(٥) من كلام ابن تيمية بتصرف التدمرية ص ٧٣.

<<  <   >  >>