للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والقلوب مفطورة على الإقرار به سبحانه أعظم من كونها مفطورة على الإقرار بغيره كما قالت الرسل: {أفي الله شكٌ فاطر السموات والأرض} إبراهيم ١٠.

قال الشهرستاني: فما عددت هذه المسألة - توحيد الربوبية- من النظريات التي يقام عليها برهان، فإن الفطر السليمة الإنسانية شهدت بضرورة فطرتها على صانع حكيم عالم قادر".

ثم قال: ولهذا لم يرد التكليف بمعرفة وجود الصانع وإنما ورد بمعرفة التوحيد ونفي الشريك. (١)

ويشير الإمام أبو المظفر السمعاني (٢) إمام الشافعية في وقته إلى هذا الأمر بقوله: " وإنما أنكرنا طريقة أهل الكلام على ما أسسوا فإنهم قالوا: أول ما يجب على الإنسان النظر المؤدي إلى معرفة الباري وهذا قول مخترع لم يسبقهم إليه أحد من السلف وأئمة الدين ولو أنك تدبرت جميع أقوالهم وكتبهم لم تجد هذا في شيء منها لا منقولاً من النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا من الصحابة - رضي الله عنهم- وكذلك من التابعين بعدهم. فكيف يجوز أن يخفى عليهم أول الفرائض وهم صدور هذه الأمة والسفراء بيننا وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ثم ساق رحمه الله الأدلة على أن أول واجب هو الدعوة إلى توحيد الله واستدل لذلك بحديث الباب عن معاذ وحديث أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله. (٣)


(١) نهاية الأقدام صـ (١٢٤).
(٢) منصور بن محمد التميمي الشافعي، مفسرٌ محدِّث وهو صاحب الأنساب له (الإنتصار لأصحاب الحديث) وغيره (ت ٤٨٩ هـ) الأعلام (٧/ ٣٠٣).-
(٣) رواه البخاري - الإيمان ب ١٧.

<<  <   >  >>