للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن رجلاً قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - أنشدك الله. آلله أرسلك أن نشهد ألا إله إلا الله وأن ندع اللات والعزى، قال نعم، فأسلم. (١)

وحديث عمرو بن عبسة عند مسلم قال: ما أنت؟ قال: نبي الله قلت: آلله أرسلك قال: نعم، قلت بأي شيء قال: أن يوحد الله ولا يشرك به. (٢)

وحديث أسامة في قصة قتله للرجل الذي قال: لا إله إلا الله فأنكر عليه. (٣) وما كتبه عليه السلام إلى هرقل وكسرى وغيرهما من الملوك يدعوهم إلى التوحيد إلى غير ذلك من الأخبار المتواترة التواتر المعنوي الدال على أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يرد في دعائه المشركين على أن يؤمنوا بالله وحده ويصدقوه فيما جاء به عنه فمن فعل ذلك قَبِلَ منه، قال تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك} محمد ١٩.

وقد حذر الإمام القرطبي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم (المفهم) من الانسياق وراء من قعَّدوا قواعد وألزموا الناس بها بعيداً عن النصوص الشرعية فقال في شرح حديث " أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم" (٤) هذا الشخص الذي يبغضه الله هو الذي يقصد بخصومته مدافعة الحق ورده بالأوجه الفاسدة والشبة الموهمة وأشد ذلك الخصومة في أصول الدين كما يقع لأكثر المتكلمين ثم ساق أقوالاً لعلماء الكلام ورجوعهم عنه، ثم قال: ولو لم يكن في الكلام إلا مسألتان هما من مبادئه لكان حقيقاً بالذم.


(١) مسند الإمام أحمد ح (٢٢٦٠).
(٢) صحيح مسلم ح (١٣٧٤).
(٣) البخاري ح (٣٩٣٥).
(٤) مسلم ح (٤٨٢١).

<<  <   >  >>