للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالتفسير علم عظيم، خطير، جليل، وهو من أعوص علوم الشريعة، لا كما يُظَن، ومُتعَلَّقُه كلام الله تعالى، وهو شرح له وبيان عن معانيه وأحكامه، قدر الطاقة البشرية.

ومن ثَمَّ فإنَّ مسؤوليته عظيمة، والكلام فيه بغير علم كاف وتحقيق تام = من الافتراء على الله، والقول عليه بغير علم، ولذا كان كثير من السلف، أصحاب الفهوم الصحيحة، والألسن الفصيحة، يتورعون عن الكلام فيه بحرف، ويقولون: الله أعلم بما قال، وما عندهم من العلم في القرآن أعظم مما عند أكبر كابر في الخلف.

وكثير من الناس يظن أن التفسير مجرد (تأليف)، وكتابة إنشاء حلوة حول الآيات، كتفسير نص شعري، ولربما سماه تأملًا، أو خواطر، وغير ذلك، ولا يغني هذا عن التبِعَة المذكورة.

أما التدبر فأقرب ما يمكن أن يقال في تعريفه، أنه «تأمل القرآن بقصد الاتعاظ والامتثال»، أو «الوقوف مع الآيات والتأمل فيها، والتفاعل معها؛ للانتفاع والامتثال».

وهذا التدبر لا بد أن يسبقه فهم للمعنى المراد من الآية، إذ محل التدبر مدلولات الآيات.

وعليه، فيمكن التفريق بين التدبر والتفسير من عدة وجوه:

١ - أنَّ التفسير هو كشف المعنى المراد في الآيات، والتدبر هو ما وراء ذلك من إدراك مغزى الآيات ومقاصدها، واستخراج دلالاتها وهداياتها، والتفاعل معها، واعتقاد ما دلت عليه وامتثاله.

<<  <   >  >>